الإيمان باليوم الآخر

الإيمان باليوم الآخر هو ركن أساسي وجوهري من أركان الإيمان الستة، لا يصح إيمان المسلم إلا به، ولا يكتمل دينه بدونه. يعني هذا الركن العظيم الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه وتعالى سيبعث جميع الخلائق من قبورهم بعد موتهم، ويجمعهم في صعيد واحد في يوم القيامة المهيب. في ذلك اليوم، سيُحاسب كل إنسان على أعماله وأقواله ونواياه، حيث تُعرض الصحف وتُوزن الأعمال بميزان دقيق وعادل لا يظلم مثقال ذرة. بعد الحساب، يقع الجزاء الأوفى، فمن كان من أهل الإيمان والعمل الصالح فمآله إلى جنات النعيم التي أعدها الله للمتقين، حيث السعادة الأبدية والرضا المقيم. أما من كان من أهل الكفر والعصيان فجزاؤه نار جهنم وبئس المصير، حيث العذاب الأليم والعقاب الشديد. هذا الإيمان الراسخ يغرس في قلب المسلم شعوراً عميقاً بالمسؤولية ويقظة الضمير، ويدفعه إلى المداومة على الطاعات واجتناب المعاصي، والسعي الدائم لإرضاء خالقه. إنه الحافز الأكبر للعمل الصالح، والمانع الأقوى عن الشرور، ومصدر الطمأنينة بأن العدل الإلهي سيتحقق كاملاً. كما أنه يمنح الحياة معنى وهدفاً، ويزيد من إدراك الإنسان لغاية وجوده على هذه الأرض. فالإيمان باليوم الآخر ليس مجرد اعتقاد غيبي، بل هو محرك للسلوك ومنظم للحياة، ومصباح ينير درب المؤمن نحو الفلاح في الدنيا والآخرة. إنه الركن الذي يربط الدنيا بالآخرة، ويجعل المؤمن يعيش بين الخوف والرجاء، يسعى جاهداً لنيل رضوان الله وجنته.

مركز دعوة الصينيين

2024/10/16

311
0
  • مركز دعوة الصينيين
  • ใครสร้างฉัน? และทำไม?

تطوير midade.com

مركز دعوة الصينيين