المركز الإعلامي

وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون

هذه الآية الكريمة، "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، هي جوهر الوجود وبوصلة الحياة، تجسد الحكمة الإلهية المطلقة وتوضح الغاية السامية من خلق الجن والإنس. إنها ليست مجرد دعوة لأداء الشعائر التعبدية كالصلاة والصيام فحسب، بل هي منهج حياة متكامل وشامل؛ فمفهوم العبادة هنا يتسع ليشمل كل جانب من جوانب الحياة، من الفكر والنية إلى القول والعمل، وكل سلوك يتوافق مع مراد الخالق سبحانه وتعالى. إن الغاية الأساسية هي التعرف على الله تعالى وتوحيده حق التوحيد، والخضوع له سبحانه بالحب والطاعة، والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه. من خلال هذه العبادة الشاملة، يجد المرء السكينة الحقيقية، والمعنى العميق لوجوده، وتتضح له معالم الطريق إلى الفلاح في الدنيا والآخرة. إنها تذكير دائم بأن حياتنا بكل تفاصيلها يجب أن تكون موجهة لرضا الخالق، وأن الغاية الأسمى هي بناء علاقة وطيدة معه، لتعمير الأرض وفق شرعه وتحقيق السعادة الأبدية.

رمضان فرصة سنوية لإصلاح الجسد والعقل والروح
رمضان فرصة سنوية لإصلاح الجسد والعقل والروح

بحلول شهر رمضان المبارك، تتجدد فرصة ذهبية للغوص في رحلة شاملة من الإصلاح والتجديد على كافة المستويات:
الجسدية والعقلية والروحية. إنه ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل دعوة سامية لتطهير الجسد من السموم،
واكتساب عادات صحية مستدامة تعزز حيويته ونشاطه.
وعلى الصعيد العقلي، يدعونا الشهر الفضيل إلى تهذيب النفس، وتعزيز قوة الإرادة، وتصفية الذهن للتدبر والتأمل،
مما ينعكس إيجابًا على تركيزنا وقدرتنا على اتخاذ القرارات.
أما الروح، فتجد في رمضان مرتعًا خصبًا للسمو والارتقاء، من خلال التقرب إلى الله بالعبادات والطاعات،
وتلاوة القرآن الكريم، والصدقات، وتعميق الوعي الذاتي والسلام الداخلي. إنه تحول شامل يؤدي إلى سكينة داخلية،
وقوة إيمانية متجددة، وتجديد للطاقة الكامنة. فلنجعل من كل يوم في هذا الشهر الفضيل خطوة نحو نسخة أفضل وأكثر نقاءً منا.
رمضان، بحق، محطة سنوية لإعادة ضبط بوصلة الحياة نحو الخير والصلاح.
إنها فرصة لا تعوض للنمو الروحي والجسدي والفكري.

﴿ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ۝ اللهُ الصَّمَدُ ۝ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۝ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ۝ ﴾
﴿ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ۝ اللهُ الصَّمَدُ ۝ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۝ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ۝ ﴾

نقدم لكم وصفًا لسورة الإخلاص، هذه الجوهرة القرآنية الفريدة التي تعد عماد التوحيد الخالص في الإسلام. إنها أربع آيات بليغة تختصر جوهر العقيدة، وتكشف عن عظمة الخالق سبحانه وتعالى. تبدأ السورة بتأكيد وحدانية الله الأحد، الذي لا نظير له ولا شريك في ذاته وصفاته وأفعاله، مُمَيِّزةً إياه عن كل مخلوق ومُثبتةً تفرده المطلق. ثم تعرفنا على صفته "الصمد"، أي المقصود والمرغوب إليه في كل الحوائج، فهو السيد الذي كمل في سؤدده ولا يحتاج لأحد، بينما كل شيء سواه يحتاج إليه. وتستمر السورة في نفي الوالدية والمولودية عن الله تعالى، مؤكدةً كماله وعلوه عن صفات المخلوقين وتناهيهم، مما يؤسس لمفهوم إله لا يُحد ولا يدرك بالعقل البشري المحدود. وتُختتم بتأكيد فرادته المطلقة بأنه "لم يكن له كفُوًا أحد"، فلا يُدانيه أحد في الكمال ولا يُضاهيه في العظمة أو القدرة. إن تدبر هذه السورة يملأ القلب طمأنينة ويقينًا، ويُرسّخ الإيمان بأن الله تعالى هو المستحق وحده للعبادة، وهي بمثابة ثلث القرآن في الفضل والأجر، وحصن حصين للمسلم من الشرك والأوهام.

تطوير midade.com

مركز دعوة الصينيين