لم يمنحنا الله القدرة على رؤيته ولكنه أعطانا القدرة على معرفة وجوده
هذه العبارة العميقة تلخص حقيقة كونية وإيمانية جليلة،
فالله سبحانه وتعالى، وإن لم يمنحنا القدرة المادية على رؤيته بالعين المجردة،
فقد وهبنا ما هو أسمى وأعظم: القدرة على إدراك وجوده وعظمته.
تتجلى هذه المعرفة لا من خلال البصر، بل عبر البصيرة والعقل والقلب السليم.
إنها دعوة للتأمل في آياته المنتشرة في كل ذرة من الكون الفسيح،
من بديع خلقه إلى إتقان صنعه في كل كائن حي وجامد.
هذه القدرة على معرفة وجود الخالق هي بحد ذاتها معجزة إلهية،
تمنح الطمأنينة للنفوس وتزرع اليقين في القلوب المؤمنة.
فليس الإدراك محصوراً بالمرئي، بل يتجاوزه إلى ما هو أعمق وأكثر شمولاً.
لذا، دعونا نتفكر في هذه النعمة العظيمة ونعيشها بكل إيمان ويقين.