إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى
تتجسد في هذه الكلمات القليلة حكمة عظيمة ومبدأ أساسي من مبادئ ديننا الحنيف،
فقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" يضع حجر الزاوية لكل عمل.
إنه تذكير عميق بأن جوهر الأفعال لا يكمن في ظاهرها فحسب، بل في خفايا القلوب وما تنطوي عليه من مقاصد.
فالنية الصادقة هي مفتاح القبول والبركة، وهي التي تحول العادات اليومية إلى عبادات مثمرة عند الله.
هذا الحديث الشريف يدعونا إلى مراجعة دوافعنا في كل خطوة نخطوها، سواء كانت دنيوية أو أخروية.
إنه معيار للإخلاص وتوجيه لترقية النفس، فبه تضاعف الأجور ويصقل العمل ليصبح أثمن وأبقى.
فكم من عمل صغير عظمته النية الصالحة، وكم من عمل كبير صغرته النية الفاسدة وجردته من بركته.
هذا المبدأ النبوي يرسم لنا طريقًا واضحًا نحو النجاح الحقيقي في الدنيا والآخرة، ويحدد مقياس الأجر الحقيقي.
إنه دعوة دائمة لتطهير المقاصد وتوجيه الجهود نحو مرضاة الخالق سبحانه وتعالى في كل شأن من شؤون حياتنا.
تأمل عميق في هذه العبارة يكشف لنا سرًا من أسرار القبول والبركة في كل مساعينا وجهودنا.