يُعدّ "الحديث الشريف" المرجع الثاني للمسلمين بعد القرآن الكريم، ويحمل مكانة محورية في فهم الشريعة وتطبيقها، وقد شهدت أرض الصين العريقة انتشار علومه وفنونه منذ فجر دخول الإسلام إليها. فمنذ عهدي أسرتي تانغ وسونغ، بدأت نصوص الأحاديث النبوية تشق طريقها إلى المجتمع الصيني. لكن في بواكير هذا الانتشار، وخصوصاً في عهد أسرة تانغ المبكر، كان تأثير الحديث ودوره مقتصراً بشكل أساسي على الجاليات المسلمة الأجنبية، وبالتحديد التجار الذين عُرفوا محلياً بلقب "الفانكي" (Fan-ke). استقر هؤلاء في أحيائهم الخاصة المعروفة باسم "الفانفانغ" (Fan-fang)، حيث كانت علوم الحديث تُدرس وتُطبق ضمن حدود هذه التجمعات. شكلت هذه المرحلة الأولية نواة لفهم الحديث في الصين، ممهدة الطريق لانتشار أوسع وأعمق لتلك التعاليم النبوية المباركة في أرجاء البلاد عبر القرون اللاحقة.
2024/10/17
340
0
- مركز دعوة الصينيين