الحديث النبوي الشريف هو الركن الثاني في مصادر التشريع الإسلامي بعد كتاب الله تعالى، وهو المصباح الذي ينير دروب الفهم السليم للقرآن الكريم، شارحاً ومفصلاً لما أجمل فيه، ومبيناً للأحكام العملية التي تضبط حياة المسلم في عباداته ومعاملاته وأخلاقه. إنه التطبيق العملي للوحي، والترجمة الحية لتعاليم الإسلام التي جسدها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً وإقراراً. لقد أولت الأمة الإسلامية هذا المصدر العظيم عناية فائقة، فبذل علماؤها الأجلاء جهوداً جبارة في جمعه وتدوينه وتمحيصه، من خلال علوم دقيقة كعلم مصطلح الحديث والجرح والتعديل، لضمان صحته ونقله بأمانة. لذا، فإن مكانة الحديث لا تقتصر على كونه مرجعاً فقهياً فحسب، بل هو منهاج حياة متكامل يربط المسلم بنبيه صلى الله عليه وسلم، ويعمق إيمانه، ويرسم له طريق السعادة في الدنيا والآخرة، فلا غنى للمسلم عنه لفهم دينه فهماً صحيحاً وعميقاً، فهو الميزان الذي توزن به الأقوال والأعمال، ومنارة تهدي الأمة إلى صراط الله المستقيم في كل زمان ومكان.
2024/10/17
342
0
- مركز دعوة الصينيين