الفيديوهات

البقرة 105
البقرة 105

تُعَدّ الآية الكريمة 105 من سورة البقرة تذكيرًا قويًا للمؤمنين بحقيقة النوايا الكامنة لدى الكفار وأهل الكتاب والمشركين؛ فهم لا يرغبون أبدًا في أن ينزل عليكم أي خير أو فضل من ربكم، وهذا يكشف عن عمق حسدهم الشديد وعداوتهم للمسلمين. فالقلوب التي أظلمتها الجحود والشرك لا تطيق رؤية نعم الله وعطاياه تتنزل على عباده المؤمنين. لكن هذه الآية تحمل في طياتها بشرى عظيمة وطمأنينة عميقة للمسلمين، فالله تعالى هو المتفرد بفضله العظيم، يختص برحمته وعطائه من يشاء من عباده، دون استئذان أحد أو اعتبار لرغبة الحاسدين. إنها رسالة واضحة تؤكد سيادة الله المطلقة في منح العطاء والخير، وتدعونا للثقة التامة في تدبيره وحكمته البالغة. فلا ينبغي للمؤمن أن يحزن أو يضطرب من مكرهم، بل ليزداد إيمانه بأن النعم كلها من الله وحده، وأنه سبحانه ذو الفضل العظيم الذي لا يُحدّ. هذا يزرع الطمأنينة في القلوب ويقوي العزيمة على التمسك بدين الحق مهما كانت التحديات والصعاب.

البقرة 255
البقرة 255

آية الكرسي، جوهرة القرآن الكريم وقلبه النابض، تتربع على عرش أعظم آيات كتاب الله في سورة البقرة. هي وصف رباني جامع لعظمة الله المطلقة ووحدانيته الصمدية، تفتح لك أبواب التدبر في أسمائه الحسنى، من "الحي القيوم" الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، إلى "العلي العظيم" الذي وسع كرسيه السماوات والأرض. ولا يؤوده حفظهما، مما يؤكد قدرته المطلقة على تدبير الكون بلا تعب أو كلل. مُظهرةً علمه المحيط بكل شيء، وقدرته التي لا حدود لها، وسلطانه الذي لا يحدّه شيء. هي حصن منيع للمسلم من كل سوء، ونور يضيء دربه، وسكينة تنزل على قلبه، تذكره بعظمة خالقه وتمنحه الأمان والاطمئنان في كل حين، فهي درع وحماية. قراءتها بعد كل صلاة، وعند النوم، وعند الخروج، تجلب البركة والحفظ الرباني الذي لا يضاهى. وهي تذكير دائم بأن لا إله إلا هو، المستحق وحده للعبادة والتعظيم، فهي منبع التوحيد الخالص. فاجعلها وردك اليومي لتظل في حماية الله ورعايته، وتنال الأجر العظيم والفضل المبين.

النساء 40
النساء 40

الآية الكريمة 40 من سورة النساء هي إحدى الآيات العظيمة التي تتجلى فيها عدالة الله المطلقة وواسع فضله على عباده المؤمنين. يوضح الله تعالى في هذه الآية بأنه إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ، مؤكدًا على أن عدله شامل ودقيق لدرجة أنه لا ينقص أحداً شيئاً ولو كان بقدر أصغر جزء في الوجود، فلا يُظلم أحد أدنى قدر من حقه. بل إن كرمه سبحانه يتعدى ذلك ليخبرنا أنه وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا. هذا يعني أن أي عمل صالح يقوم به الإنسان، مهما كان يسيرًا أو صغيرًا، فإن الله بعظيم فضله لا يضيعه، بل يضاعف أجره أضعافًا مضاعفة، ويمنح من عنده ثوابًا جزيلًا وعظيمًا لا يمكن تخيله أو تقديره. هذه الآية تبعث الطمأنينة في قلوب المؤمنين وتغرس فيهم الأمل والثقة بأن الله سبحانه وتعالى لا يجازي إلا بالخير والفضل، وتدعوهم إلى الإكثار من فعل الحسنات والطاعات، فكل عمل خير مُقدم سيُكافأ عليه بأجر لا يضاهيه شيء، وهو دليل على كمال الرحمة الإلهية وكرمه اللامحدود الذي لا يُبقي أثرًا للظلم ولا يُهمل أدنى عمل صالح.

النور 33
النور 33

تُعد الآية الثالثة والثلاثون من سورة النور منارات هادية تُرسي قواعد مجتمعٍ فاضلٍ ومتحضّر، حيث تدعو الشباب الذين لم يجدوا سبيلاً للزواج إلى التحلي بالعفة والصبر، مؤكدةً على أن الله سبحانه سيعينهم ويُغنيهم من فضله في الوقت المناسب. ثم تتناول الآية نظامًا اجتماعيًا راقيًا يتعلق بتحرير العبيد، فتشجع الأسياد على 'المكاتبة' مع من يطلبون الحرية من عبيدهم وإمائهم، إن عُلم فيهم خير وصلاح، وتأمرهم بإعطائهم جزءًا من مال الله الذي آتاهم، دعماً لهم في بداية حياتهم الحرة. وفي نقطة محورية تعكس قمة العدالة والرحمة، تنهى الآية بشدة عن إكراه الإماء على البغاء بحثًا عن منفعة دنيوية زائلة، حتى لو كان ذلك برغبتهن الأولية. وتختتم بلمسة حانية تُطمئن القلوب، فتبين أن الله تعالى غفور رحيم لمن أُكرهت منهن، مُبرزةً بذلك سماحة التشريع الإسلامي الذي يحمي كرامة الإنسان ويُعلي من قيم العفة والطهارة والعدل في المجتمع، ويفتح أبواب الرحمة لكل مظلوم.

الإنسان: 3
الإنسان: 3

الإنسان: 3 ليست مجرد رقم، بل هي عمق الفلسفة الإنسانية وجوهر رحلتنا في هذه الحياة الدنيا. تجسد هذه الآية الكريمة من سورة الإنسان، "إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا"، خلاصة وجودنا. إنها إعلان إلهي صريح عن عظيم منة الله تعالى علينا وهدايته الواضحة لكل نفس بشرية نحو الصراط المستقيم. لقد مُنحنا العقل والفطرة، والقدرة الفريدة على التمييز بين الحق والباطل، والخير والشر. هذه الهداية الإلهية الشاملة لا تلغي حريتنا، بل تضع على عاتقنا مسؤولية الاختيار الأسمى. فكل خطوة نخطوها، وكل قرار نتخذه، هو مفترق طرق بين طريق الشكر والإيمان أو الجحود والكفران. هي تذكرة قوية بأن مصيرنا الأبدي يتوقف على المسار الذي نختاره بوعي وإدراك تام. الحياة بأكملها هي اختبار مستمر، دعوة للتأمل في نتائج مسارَي الشكر والامتنان أو النكران والضلال. فدعونا نتفكر بعمق في أي السبيلين نسلك، ونستثمر هذه الهداية العظمى بحكمة ورجاحة عقل. لنجعل الشكر والعرفان لله نورًا يضيء دربنا، ويهدينا إلى فلاح الدارين ومرضاة الرحمن.

تطوير midade.com

مركز دعوة الصينيين