الإخلاص هو سر القبول
الإخلاص عبادة عظيمة، رغم أن الناس لا يرونه، إلا أنه في نظر الله أعظم من كثير من الأعمال الظاهرة. الإخلاص يعني أن يقوم المسلم بأي عمل من أجل رضا الله وحده، لا من أجل الرياء أو الشهرة أو المصالح الدنيوية.
"وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين."
فأي عمل، مهما كان صغيرًا، إذا كان خالصًا لله، فإن الله يرفع شأن صاحبه في الدنيا والآخرة. أما إذا كان العمل كبيرًا، لكنه مشوب بالرياء، فلن يُقبل عند الله.
"إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى."
الإخلاص يُحرر القلب من التعلق بالناس، لأن من يعمل لله لا ينتظر شيئًا من البشر، بل يفرح أن الله يعلمه حتى لو كان مجهولًا بين الناس. فالمخلص لا يتأثر بمدح الناس أو ذمهم، لأنه يعلم أن الأهم هو حكم الله، لا تقييم البشر.
الإخلاص لا يظهر فقط في العبادة، بل في كل أفعال المسلم: في عمله، ومعاملاته، ودراسته، ودعوته. فعندما يكون صادق النية، يتحول كل ما يفعله إلى عبادة. حتى ابتسامته في وجه أخيه، أو تقديمه الطعام لأهله، إذا كان لوجه الله، تُكتب له بها الحسنات.
ومع ذلك، بلوغ الإخلاص يحتاج إلى مجاهدة النفس، لأن الشيطان لا يترك القلب المخلص بسهولة. كلما شعرت بدخول نية غير صافية إلى قلبك، فاستغفر الله وجدّد نيتك. تذكّر أن الله لا يقبل إلا ما كان خالصًا له، كما ورد في الحديث القدسي:
"أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه."
فلنراجع نياتنا دائمًا، وندعو الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، لا نرجو بها إلا رضاه وجنته.