يُعدّ "التحرير والتنوير" تحفة فريدة في عالم تفسير القرآن الكريم، وسفراً جليلاً للعلامة الأزهري محمد الطاهر بن عاشور، الذي أبدع تفسيراً جامعاً بين الأصالة والمعاصرة. يبرز هذا العمل كمشروع فكري رائد يهدف إلى تحرير المعنى السديد وتنوير العقل المسلم، مقدماً فهماً عميقاً لمقاصد الكتاب المجيد. يتميز التفسير بمنهجه التجديدي والإصلاحي، وتركيزه الباهر على الجوانب البلاغية والبيانية للقرآن الكريم، كاشفاً عن إعجازه اللغوي والتشريعي بأسلوب لم يسبق إليه. هذا العمل الموسوعي الضخم، الذي يقع في ثلاثين جزءاً، يمثل مرجعاً لا غنى عنه لكل باحث عن فقه القرآن وأسراره. والجزء الحادي عشر الذي بين أيدينا، هو لبنة أساسية ضمن هذا الصرح المعرفي الشاهق، مواصلاً رحلة الغوص في كنوز الآيات. يقدم "التحرير والتنوير" فهماً متحرراً يدعو إلى التفكير النقدي، مما يجعله إضافة لا تقدر بثمن للمكتبة الإسلامية، ومنارة لكل من يطمح في تجديد فهمه للوحي الإلهي.