أركان الإسلام

لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه

"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
هذا الحديث النبوي الشريف، هو جوهرة من جوامع الكلم، ومعيار أساسي لكمال الإيمان وصدق المحبة في قلوبنا. إنه ليس مجرد قول يُردد، بل منهج حياة متكامل يدعو إلى أسمى معاني الإيثار والعطاء الإنساني.
يُرسخ هذا المبدأ النبوي مفهوم التكافل والتراحم بين الناس، بحيث لا يكتمل إيمان الفرد إلا إذا اتسعت رحمته لتشمل الآخرين، فيتمنى لهم الخير والسعادة والنجاح كما يتمناها لنفسه دون نقصان.
كلمة "أخيه" هنا تتجاوز حدود القرابة الدموية لتشمل كل إنسان، بغض النظر عن دينه أو عرقه أو لونه، فهي دعوة عالمية للتعايش السلمي وبناء مجتمع مترابط أساسه الحب والعدل.
تطبيق هذا الحديث يطهر النفوس من الأنانية والحسد، ويغرس فيها بذور التعاون والمشاركة في الأفراح والأتراح، ويجعل من كل فرد سندًا وعونًا لأخيه في مواجهة تحديات الحياة.
إنه يرشدنا إلى أن سعادتنا الحقيقية تكمن في رؤية الخير للآخرين، وأن آلامهم يجب أن تلامس قلوبنا كما تلامسنا آلامنا الشخصية، مما يدفعنا لمد يد العون والمساعدة.
هذه الوصية النبوية العظيمة هي مفتاح لسلام داخلي عميق، حيث تزيل الضغائن وتنمي العواطف النبيلة، فتجعل القلب مطمئنًا راضيًا، متجردًا من كل ما يعكر صفوه.
هي دعوة دائمة للتأمل في دواخلنا، ومراجعة تصرفاتنا، هل نحب لغيرنا بصدق ما نحبه لأنفسنا؟ هل نسعى لتحقيق مصالحهم كما نسعى لتحقيق مصالحنا؟
في مجتمع يطبق هذا الحديث، تزدهر العلاقات الإنسانية، وتقل الخلافات، ويسود الوئام، ويصبح الجميع شركاء في بناء عالم أفضل، أساسه المحبة والخير والعطاء المتواصل.
فلنجعل من هذا المبدأ الإلهي نبراسًا لحياتنا، ونتخذه مقياسًا لأفعالنا وأقوالنا، لعلنا نبلغ بذلك كمال الإيمان ونحقق السعادة الحقيقية لأنفسنا ولمن حولنا.

تطوير midade.com

مركز دعوة الصينيين