قال الله تعالى:
"وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين."
فأي عمل، مهما كان صغيرًا، إذا كان خالصًا لله، فإن الله يرفع شأن صاحبه في الدنيا والآخرة. أما إذا كان العمل كبيرًا، لكنه مشوب بالرياء، فلن يُقبل عند الله.
ولهذا قال النبي ﷺ:
"إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى."
الإخلاص يُحرر القلب من التعلق بالناس، لأن من يعمل لله لا ينتظر شيئًا من البشر، بل يفرح أن الله يعلمه حتى لو كان مجهولًا بين الناس. فالمخلص لا يتأثر بمدح الناس أو ذمهم، لأنه يعلم أن الأهم هو حكم الله، لا تقييم البشر.
الإخلاص لا يظهر فقط في العبادة، بل في كل أفعال المسلم: في عمله، ومعاملاته، ودراسته، ودعوته. فعندما يكون صادق النية، يتحول كل ما يفعله إلى عبادة. حتى ابتسامته في وجه أخيه، أو تقديمه الطعام لأهله، إذا كان لوجه الله، تُكتب له بها الحسنات.
"أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه."
فلنراجع نياتنا دائمًا، وندعو الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، لا نرجو بها إلا رضاه وجنته.