كثير من الناس يعيشون في رخاء مادي، لكنهم مع ذلك يشعرون بالفراغ. فالمال والنجاح لا يستطيعان وحدهما أن يحققا سكينة النفس، لأن الحاجات الروحية لا تُملأ بالوسائل المادية. قد ترى إنسانًا يمتلك كل ما يشتهي، لكنه يعاني من القلق أو الاكتئاب، لأنه فقد صلته العميقة بالمعنى.
يوضح الإسلام أن الطمأنينة لا تتحقق إلا عندما يرتبط القلب بخالقه. هذا الارتباط الروحي يمنح الإنسان السلوى عند الخوف، والأمل عند الأزمات، ومعنى للحياة في أصعب اللحظات. إن السكينة في الإسلام ليست مجرد شعور عابر، بل هي حالة دائمة تنبع من الثقة بأن هناك قوة عليا تدبر حياتك، وتعلم ما تمر به، وتخطط لك مستقبلًا أفضل حتى في قلب الشدائد.
وحين يدرك الإنسان هذه الحقيقة، تتحول الأزمات إلى فرص للنمو، والمحن إلى دروس تقرّبه من السكينة الحقيقية.